ووصل تصوير «لأفلام الدينية» إلى ذروته في المغرب بعد أن تم إنشاء
ستوديوهات محلية وأجنبية داخل مدينة ورزازات منها: ستوديو تخصص في تقديم
أفلام عن التوراة و الإنجيل، ويحمل اسم «ستوديو أستير وأندروميدا»، أقيم عام 1992
قبالة قصبة سيدي داود ويشارك في الإشراف عليه شركتا «أستير» الإيطالية
و«تي إن تي» الأمريكية، ستوديو «أطلس»، وستوديو «سينيسيتا» الذي يشرف عليه
المنتج الإيطالي الشهير دينو دي لورينتس رئيس شركة «دينو لورينتس» للإنتاج
«ولويجي أديبي» منتج ورئيس ستوديوهات «سنيسيتا للإنتاج».
لقد قدمت من خلال هذه الاستوديوهات وغيرهاعشرات الأفلام الدينية،
والتاريخية ذات الطابع الديني، وأصبحت ورزازات مسرحاً لأفلام تحمل أسماء
مثل: «الوصايا العشر»، «أبراهام»، «يعقوب»، «يوسف»، «موسى»، «سليمان و سبأ»، «داود»، «يسوع»، «جيريميا»، «متى»، «سليمان»، «استير»، «سارة» «أورشاليم»، «يوحنا»، «القديس بولس»، «يهوذا»، «شمشون و دليلة»، «معجزات المسيح»،
«عائلة المسيح الحقيقية», «الإغواء الأخير للمسيح».. إلخ، وجميعها يقدم من
منظور تتسيّده الرؤية التوراتية ويغلب عليه أجواء البداوة والفطرية، بعكس
المشهدية والفخامة التي صبغت الأفلام الدينية الأمريكية، التي قدمت مابين
الأربعينيات والستينيات لمخرجين من أمثال سيسيل دو ميل، كينج فيدور, مايكل كورتيز وغيرهم. أما الأفلام التاريخية ذات الطابع الديني، فقد اهتم معظمها بفترات حروب صليبية
بين العرب والفرنجة مثل: «الحروب الصليبية: الصليبيون»، «سجل الحروب
الصليبية», «البحث عن الكأس القدس»، «الصليبيون: الهلال والصليب»، «مملكة
السماء», «فرسان الهيكل» ألمانيا، «المملكة ونهاية الطريق» السويد, «أبطال
وأوغاد: ريتشارد قلب الأسد»، «آخر الفرسان». وقد حاولنا في مقال سابق تحديد رؤيتنا تجاه أهم وأشهر هذه الأفلام ونقصد به فيلم «ريدلي سكوت»، مملكة السماء».
وبعيداً عن منظورنا المتحفظ تجاه عناصر الالتفاف السياسي والتاريخي،
التي حفلت بها معظم هذه الأفلام، سيبرز أمامنا بعض الظواهر المثيرة
للانتباه، فسنجد - على سبيل المثال - أن بعض سكان مدينة ورزازات الجنوبية
يؤكدون لمراسلة «قدس برس» أنه وبسبب احتكاك الأهالي الذين يعانون الجهل
والفقر طيلة سنين بالأجانب وهم يصوّرون في ستوديوهات البلدة الأفلام
الدينية، التي تحكي قصص الأنبياء، والتي يؤدي فيها عادة الأهالي أدوار
الكومبارس، نشطت حركة تنصيرية قوية.
ويرى الصحفي المغربي محمد أعماري من صحيفة «التجديد» أن هذا الأمر
يطرح تحديات مسئولية مواجهتها، مشيراً إلى أن ما يجري مدمر «للخصوصيات
المغربية، وموغل في الاغتراب والتبعيية لمنظومة غربية تغريبية، تبحث لها في
كل مرة عن رداء وتربة تستنبت فيها أفكارها وتصرف فيها برامجها ومخططاتها».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire