jeudi 18 septembre 2014

البلدة القديمة ورزازات

 

مني انا الصديقة سارة من المغرب ارجو ان تنال اعجابكم بعض من صور لمدينة ورزازات هوليود المغرب وافريقيا وشكرا لموقع بانيت . مدينة ورزازات تقع جنوب المغرب وهي مدينة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة مما جعلها وجهة لاستقطاب السياح وتتوفر في مدينة ورزازات منذ اكثر من خمس سنوات على استوديوهات للانتاج السينمائي العالمي مجهزة بأحدث المعدات السينمائية، كما ان المنطقة المحيطة بها تتوفر على مناظر جذابة جمعت سحر الطبيعة وتنويعها مع انتشار واحات وقلاع عتيقة تشير الى ان المنطقة تحتفظ بتاريخ وتقاليد عمرانية اصيلة. ومنذ مائة سنة وهي وجهة لتصوير اشهر الأفلام التاريخية والأفلام التي حازت على أوسكار
المركز الاول : هضبات رق شبي بالمغرب هي عبارة عن منخفضات تصل الى 150 متر ارتفاعا وتمتد حوالي 20 كم على صحراء مرزوقا الساحرة القريبة من مدينة ورزازات ورمالها الحمراء الساحرة التي تجعل المنظر رائعا .ً
ورزازات المغربية :ورزازات عبارة أمازيغية مركبة من كلمتين، "وار" وتعني دون، و"زازات" وتعني الضجيج. هكذا اختار أهل المنطقة أن يطلقوا هذه التسمية التي تعني "دون ضجيج" على هذه المدينة التي بنيت انطلاقا من عام 1920 حول ثكنة عسكرية أقامتها سلطات الحماية الفرنسية عند مفترق الطرق المؤدية الى واحات وادي درعة ومنها الى الصحراء الغربية من جهة، وواحات وادي زيز ومنها الى الصحراء الشرقية من جهة أخرى. وظلت هذه المدينة الهادئة، المقامة على ضفة وادي زات، مثالا للمنطقة النائية التي تفتقد أبسط الضروريات، كما تعكس ذلك مقولة شعبية يتنذر بها أبناء المنطقة "الله يحفظك من ذئاب تاغات، وبرد تلوات، وجوع ورزازات" (تاغات وتلوات منطقتان جبليتان).
أرض المتناقضات :وتتميز هذه المنطقة باختصارها الفريد لمتناقضات المغرب. فهي تضم في وقت واحد، الثلوج التي تعمم هامات الجبال، وكثبان الرمال. والفيافي الجرداء، والواحات الخضراء. والمنابع التي لا تنضب، والأودية الجافة وأشهرها وادي العطش. كما أنها أرض الزراعات الخاصة التي تكاد لا تنبت، في المغرب كله، الا في هذه المنطقة شبه الصحراوية، مثل النخيل والحناء والزعفران الحر والورد البلدي.
هذا التميز المتنوع في الطبيعة العذراء، وفي أزياء المنطقة ومعمارها ونمط العيش بها، كان له تأثير كبير في جعلها حاضرة السياحة الجبلية والصحراوية في البلاد. وهو كذلك، دون شك، سبب اقبال السينمائيين العالميين الذين جعلوا منها "هوليود أفريقيا".
أترككم مع الصور , ارجو ان تنال هذه الصور اعجابكم .. من صديقة موقع بانيت وصحيفة بانوراما - سارة المغربية ..

ورزازات: وفد اعلامي يزور استديوهات التصوير العالمية


على هامش الدورة الثالثة عشرة  للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ارتأت إدارة المهرجان أن تفتح أمام الوفد الإعلامي الأجنبي والمحلي استديوهات ومواقع التصوير الموجودة في مدينة ورزازات وذلك للتعرف أكثر على الإمكانيات التي ساهمت في إنتاج أضخم الأعمال السينمائية العالمية في ورزازات.
فقد قام عدد من المخرجين والمنتجين العالميين المشاركين في الدورة ال 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الثلاثاء بزيارة استطلاعية لمدينة ورزازات تمكنوا من خلالها من الوقوف عن كثب على مستوى البنية التحتية السينمائية بها.
وقد تم اطلاع هذا الوفد الذي ضم حوالي 100 من مهنيي الصناعة السينمائية ( منتجون ومخرجون عالميون ) وصحافيين تابعيين لمنابر إعلامية وطنية ودولية خلال هذه الزيارة التي شملت القصبة التاريخية أيت بن حدو واستوديو أطلس للإنتاج السينمائي على مختلف الإمكانيات التي توفرها ورزازات من ديكورات وتقنيات خاصة بكل أنواع الإنتاجات السينمائية والتلفزية.   
وشكلت هذه الزيارة التي تندرج في إطار الشراكة القائمة بين لجنة الفيلم بورزازات والمكتب الوطني المغربي للسياحة مناسبة لتثمين المؤهلات الطبيعية والتقنية التي تزخر بها هذه المدينة وإتاحة الفرصة للمنابر الإعلامية الوطنية والدولية للتعرف عليها عن قرب.   
وفي هذا الصدد أكد الكاتب العام للجنة الفيلم بورزازات عبد الصادق العالم أن هذه الزيارة تعد الأولى من نوعها التي تضم مخرجين ومنتجين عالميين وذلك بعد الزيارات التي دأبت على تنظيمها بدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة منذ عدة سنوات وبشراكة مع مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.   
وأضاف أن هذه الزيارة تروم إتاحة الفرصة أمام عدد هام من الصحافيين يمثلون منابر إعلامية دولية مختصة في هذا المجال بالإضافة إلى مخرجين ومنتجين للتعرف على الإمكانيات الهائلة التي تزخر بها ورزازات التي توصف بهوليود إفريقيا? واستكشاف المؤهلات الطبيعية لهذه المنطقة والإمكانات التي توفرها من الناحية التقنية لتصوير الأفلام.   
وذكر بأهمية النشاط السينمائي بالمنطقة? بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي يستقطبها إنتاج الأفلام الأجنبية التي تصور بالمغرب فضلا عن فرص الشغل التي تحدثها ( تقنيون وكومبارس وصناع تقليديون) مشيرا إلى أن لجنة الفيلم بورزازات تسعى إلى استثمار هذه الفرص لضمان استمرارية هذا القطاع حتى تصبح هناك صناعة سينمائية مكتملة الأركان.   
ومن جهته أوضح مدير استوديوهات السينما بورزازات أمين التازي في تصريح مماثل أن هذه الزيارة تشكل فرصة لإبراز الإمكانات التي توفرها المدينة للإنتاج السينمائي? وكذا العوامل التي حفزت مخرجين عالميين على اختيار هذه المنطقة لإنتاج أفلامهم .   
وأبرز أن استوديو أطلس الذي أحدث سنة 1983 يعتبر معلمة بالنسبة للمدينة لكونه يواكب التطورات التي يعرفها القطاع السينمائي على الصعيد العالمي مشيرا إلى أن الأستوديو مكن ورزازات من أن تكون لها طاقة استيعابية لاستقبال الإنتاجات السينمائية بمختلف أنواعها.   
أما المخرجة ماريانا روندو من فنزويلا فأعربت من جانبها عن سعادتها بزيارة المغرب لأول مرة وبزيارة ورزازات للوقوف على المؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها خاصة قصبة أيت بن حدو التي استقطبت العديد من الإنتاجات السينمائية البارزة? متمنية أن تتاح لها الفرصة لتصوير أفلام بهذه المنطقة .  

أفلام صورت في ورززات

أفلام الصحراءبورزازات

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/e/ee/Lion_of_the_Desert_DVD_Cover.jpg/235px-Lion_of_the_Desert_DVD_Cover.jpg 
و تعد أجواء الصحراء عنصرا رئيسيا في الأفلام الأجنبية التي صوّرت على الأراضي المغربية، وحين نرصد أهمها سيبرز فيلم المخرج الإنجليزي ديفيد لين «لورنس العرب»1961، فهو النموذج الأمثل لهذه النوعية، وفيه تتراءى مشاهد الصحراء من منظور لا يعتمد على التحايل والبدائل إلا في أضيق الحدود، فالمشاهد الرئيسية تم تصويرها عند جبل طبيق بالأردن، وهي منطقة تبعد عن أقرب واحة بحوالي 150 ميلا، بينما استكملت المشاهد الأقل في صحراء ورزازات بالمغرب، ومع ذلك يتحد الفيلم مع غيره من هذه النوعية، سواء في منظوره الاجتماعي أو السياسي، فهو بشكل أو بآخر يجسد مأساة الوجود في ظل أقسى الظروف المناخية بين شخصيات غربية ورجال من البدو تتباين مشاربهم، ولكن جميعهم لم يبق لهم سوى وعي محموم بتبادل الأنات والصيحات والعنف في ظل صراعات قبلية لا نهاية لها الصحراء في «لورنس العرب» تتعادل مع آراء الضابط الإنجليزى لورنس أحد المحبين الإنجليز للصحراء العربية كما يدعى الفيلم مثل «دوتي ستنهوب», «جوردون»، وبالرغم من أنه يرى فيها «محيطاً لا يشق له مجذاف يذهب فيه البدو أين يشاءون ويهاجمون مايشاءون، وهكذا حاربوا دوما وبهذا عرفهم العالم», فإنه ينجح في أن يحقق في هذه الصحراء ماكان يرعب البدو عند مجرد التفكير فيه، وهو العبور من الجزيرة العربية إلى العقبة عبر صحراء «النفوذ»، التي يصفها زعماء البدو أنفسهم بأنها أسوأ مكان على وجه الأرض»!
وتكتسب الصحراء في فيلم «طيران العنقاء»، بعداً أكثر التفافاً، فالعنقاء كما يذكر الفيلم كان طيراً خرافياً احترق ثم انبعث من بين الرماد، وهو ما يرمز إلى الوضع الأمريكي والأوربي بعد الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت نفسه يتشابه مع ماحدث لطائرة إحدى الشركات الأجنبية العاملة في استخراج البترول بليبيا، فبعد أن تسقط بركابها من الأمريكيين والأوربيين فوق جبل هاروج بالقرب من بنغازي، ينجح مهندس ألماني شاب في تصنيع طائرة جديدة من حطامها ولكن بعد أن يتعرض العديد من ركابها للموت، سواء بالذبح على يد أفراد بعض القبائل العربية أو من قسوة الصحراء، وهي قسوة لا تقتصر على الصحراء إنما تمتد إلى المدن. فالدولة الليبية تذيع برنامجاً يتحدث عن الحفاظ على الماء، وعن خطة خماسية للري، الأمر الذي يثير سخرية ركاب الطائرة: «لا فائدة من ذلك، ما تحتاج إليه هذه البلاد هو المزيد من الحانات»، مما يعني أن الإنسان لا يستطيع العيش في هذه البلاد إلا إذا كان فاقداً للوعي!
والمخرج الإيطالي بريناردو بيرتولوتشي يصوّر بطنجة بعض أحداث فيلمه الشهير «شاي في الصحراء» المستوحى من رواية بول بولز «السماء الواقية» وفيها سنجد الصحراء العربية كما يقول الكاتب محمد عبيدو - مساحة واسعة فادحة مرهقة للروح وللأعصاب، وفيها أشخاص يندلعون من حين لآخر كحرائق لم تذق قط طعم الماء، والذباب.. ذباب كثيف لا يبرره شيء في الرواية والفيلم غير العنف، ذباب احتاج برتولوتشي إلى استيراده من إيطاليا إمعاناً في الطنين، ولذلك فهو ليس كذباب المنطقة الذي يعرفه أهل المنطقة جيداً، والذي بالرغم من الإزعاج الذي قد يسبّبه لهم مقترناً بالخير وبموسم جني التمور.
ومابين المغرب وولايات كاليفورنيا ومونتانا وداكوتا تم تصوير فيلم «هيدالجو»، وفيه يدعو زعيم إحدى القبائل العربية في نهاية القرن التاسع عشر الأمريكي هوبكنز ومعه فرسه هيدالجو الذي ينحدر من أصول إسبانية - مكسيكية للمشاركة في سباق عبر الصحراء العربية تبلغ مسافتة 2000 كيلو متر، وبالرغم من الانتصارات التي حققها الرجل من قبل في عشرات السباقات الدولية والأمريكية، فإنه يواجه في الصحراء العربية بالموت في كل خطوة يخطوها، نتيجة سوء فهمه ( ككافر ) للتقاليد العربية الجامدة وتآمر أمراء البدو عليه من أجل فوز الأحصنة العربية وسط صحراء تحاصرها الحرارة والعواصف وهجمات أسراب الجراد، وسط هذه الأجواء يتحدث هوبكنز إلى فرسه، وقد أوشك كلاهما على الاستسلام للموت: «أتذكر فوزنا في سباق ميسوري، جلسنا هناك على هضبة خضراء وقلت لك يا شريكي، إن كانت هناك جنة على الأرض فهذه هي, لقد وجدناها، والآن كلانا في جحيم، لكن لم نستطع اجتيازه. ومع حلمه بالجنة الأمريكية يتحول يأسه إلى تحدٍ عظيم يجتاز به جحيم الصحراء العربية ليهزم الأحصنة العربية وفرسانها المغاوير.
ونستطيع من خلال قوائم الأفلام التي صوّرت في ورزازات وحدها، أن نرصد عشرات الأفلام التي كان للصحراء دور محوري في إحداثها، منها - على سبيل المثال -: «جوهرة النيل » 1985 «الفرقة الأجنبية» 1998، «المومياء» 1999، ««المصارع» 2000, «بابل» 2006, بالإضافة إلى معظم الأفلام الدينية التي سبق الإشارة إليها. وبعض الأفلام المهمة التي استغلت الأراضي المغربية لتجسيد أجواء غير عربية مثل: و «كويدون» إخراج مارتين سكورسيزي ، 1997 الفيلم التليفزيوني «كليوباترا» 1999, مسلسل «قدماء المصريين» 2003، «طروادة» ،2004 إخراج فولفجانج بيترسين، «الكسندر» 2004، إخراج أوليفر ستون.

الأفلام الدينية والتاريخية

http://i.ytimg.com/vi/GzR5BmNxOc4/hqdefault.jpg
.
http://img404.imageshack.us/img404/317/veer.jpg
ووصل تصوير «لأفلام الدينية» إلى ذروته في المغرب بعد أن تم إنشاء ستوديوهات محلية وأجنبية داخل مدينة ورزازات منها: ستوديو تخصص في تقديم أفلام عن التوراة و الإنجيل، ويحمل اسم «ستوديو أستير وأندروميدا»، أقيم عام 1992 قبالة قصبة سيدي داود ويشارك في الإشراف عليه شركتا «أستير» الإيطالية و«تي إن تي» الأمريكية، ستوديو «أطلس»، وستوديو «سينيسيتا» الذي يشرف عليه المنتج الإيطالي الشهير دينو دي لورينتس رئيس شركة «دينو لورينتس» للإنتاج «ولويجي أديبي» منتج ورئيس ستوديوهات «سنيسيتا للإنتاج».
لقد قدمت من خلال هذه الاستوديوهات وغيرهاعشرات الأفلام الدينية، والتاريخية ذات الطابع الديني، وأصبحت ورزازات مسرحاً لأفلام تحمل أسماء مثل: «الوصايا العشر»، «أبراهام»، «يعقوب»، «يوسف»، «موسى»، «سليمان و سبأ»، «داود»، «يسوع»، «جيريميا»، «متى»، «سليمان»، «استير»، «سارة» «أورشاليم»، «يوحنا»، «القديس بولس»، «يهوذا»، «شمشون و دليلة»، «معجزات المسيح»، «عائلة المسيح الحقيقية», «الإغواء الأخير للمسيح».. إلخ، وجميعها يقدم من منظور تتسيّده الرؤية التوراتية ويغلب عليه أجواء البداوة والفطرية، بعكس المشهدية والفخامة التي صبغت الأفلام الدينية الأمريكية، التي قدمت مابين الأربعينيات والستينيات لمخرجين من أمثال سيسيل دو ميل، كينج فيدور, مايكل كورتيز وغيرهم. أما الأفلام التاريخية ذات الطابع الديني، فقد اهتم معظمها بفترات حروب صليبية بين العرب والفرنجة مثل: «الحروب الصليبية: الصليبيون»، «سجل الحروب الصليبية», «البحث عن الكأس القدس»، «الصليبيون: الهلال والصليب»، «مملكة السماء», «فرسان الهيكل» ألمانيا، «المملكة ونهاية الطريق» السويد, «أبطال وأوغاد: ريتشارد قلب الأسد»، «آخر الفرسان». وقد حاولنا في مقال سابق تحديد رؤيتنا تجاه أهم وأشهر هذه الأفلام ونقصد به فيلم «ريدلي سكوت»، مملكة السماء».
وبعيداً عن منظورنا المتحفظ تجاه عناصر الالتفاف السياسي والتاريخي، التي حفلت بها معظم هذه الأفلام، سيبرز أمامنا بعض الظواهر المثيرة للانتباه، فسنجد - على سبيل المثال - أن بعض سكان مدينة ورزازات الجنوبية يؤكدون لمراسلة «قدس برس» أنه وبسبب احتكاك الأهالي الذين يعانون الجهل والفقر طيلة سنين بالأجانب وهم يصوّرون في ستوديوهات البلدة الأفلام الدينية، التي تحكي قصص الأنبياء، والتي يؤدي فيها عادة الأهالي أدوار الكومبارس، نشطت حركة تنصيرية قوية.
ويرى الصحفي المغربي محمد أعماري من صحيفة «التجديد» أن هذا الأمر يطرح تحديات مسئولية مواجهتها، مشيراً إلى أن ما يجري مدمر «للخصوصيات المغربية، وموغل في الاغتراب والتبعيية لمنظومة غربية تغريبية، تبحث لها في كل مرة عن رداء وتربة تستنبت فيها أفكارها وتصرف فيها برامجها ومخططاتها».

التسهيلات للتصوير السينمائي

علاوة على ذلك أفادتها التسهيلات التي وفرتها الجهات الرسمية للمنتج الأجنبى، وجاءت على نحو غير مسبوق إقليمياً وعالمياً، فالأفلام التاريخية والحربية الضخمة - وغيرها من الأنواع الفيلمية - أتيح لها استخدام القوات الرسمية للدولة بما فيها القوات المسلحة والطيران والبحرية والدرك والأمن الوطني، مع تسهيلات في إجراءات الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، وأسعار رمزية للتصوير بالفضاءات والآثار التاريخية، وتخفيضات من طرف الخطوط الجوية المغربية لنقل النجوم والطواقم الفنية والمعدات، مع إعفاءات من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات، التي تتم على أرض المغرب، كل هذا يرافقه إشراف فني وإداري مدرب لتسهيل الإجراءات الإدارية - والاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
لقد وجدت أكبر شركات الإنتاج الأمريكية والعالمية في ورزازات، وفي المغرب عموماً المكان الأمثل الذي يعكس بشكل كبير أجواء الشرق الأوسط، التي اتخذتها صناعة السينما العالمية محوراً للأفلام التاريخية والدينية وأفلام الحركة والتجسس ومحاربة الإرهاب، وحسب تقرير الأورميد البصري السمعي الثاني 2007 بلغ عام 1999 الذروة في غزارة الأعمال السينمائية ( 36 فيلماً طويلاً، 120 فيلماً قصيراً، 70 فقرة إعلانية ). وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 تضاءل الإنتاج فترة ليعاود بعد ذلك صعوده بشكل ملموس.
ولكن الإشكال الرئيسي الذي يطرح نفسه عند تقييم تلك التجربة هو الخلط الكبير بين ما يحققه هذا التصوير من مردود مادي من جهة، ومردود أدبي ومعنوي من جهة أخرى. فالأول مطلوب ولا يمكن إنكار إيجابياته, والجهات المسئولة عنه عليها تقديم كل التسهيلات التي تؤدي إلى تنمية بعد أن حقق أكثر من 200 مليون دولار في العام، وأتاح لبعض الفنانين المغاربة خبرات سينمائية متنوعة ومتطورة نتيجة مشاركتهم الطواقم الأجنبية في إدارة الإنتاج ومساعدة الإخراج والديكور والمكياج والصوت والورش الفنية، بالإضافة إلى التمثيل في أدوار ثانوية ورئيسية.. إلخ، أما الثاني فسيضع أمامنا كثيراً من التساؤلات حول دور تلك الأفلام في مساندة حوار الحضارات والثقافات، حيث إنها أكثر تأثيراً - بالتأكيد- من كل الفعاليات الثقافية والمهرجانات الفنية التي تحتضنها المغرب خاصة بعد أن أصبحت الأراضي المغربية بديلا لمناطق عربية أخرى مثل: مصر، السودان، اليمن، ليبيا، العراق، السعودية، لبنان، الصومال، الأردن، فلسطين.. إلخ، مما جعل العالم العربي كله يختزل في مواقع معينة من بلد عربي واحد!
ربما يرى البعض أن الواقع يفرض على المنتج السينمائي العالمي عندما يندفع لتصوير فيلمه في موقع عربي ما، أن يبحث فقط عن سبل تتيح له تخفيض تكاليف الإنتاج، والبعد عن المعوقات الإنتاجية والفنية والرقابية والاضطرابات السياسية والعسكرية والقائمة في بلدان عربية دون أخرى, وأخيراً اقتناعه بأن الأراضي العربية بمن عليها من بشر وتضاريس ماهي إلا «مواد أولية»، يمكن أن تستغل من السينمائي القادر على تصنيعها وتحويلها إلى سلعة رائجة، لذلك فإن اشتراط صاحب الأرض في كيفية استغلالها لن يغير من قدرة المنتج الأجنبي على استبدالها بغيرها في سوق شاسعة لا تشهد ندرة في مناطق أخرى يمكن أن تكون بديلا لها. ومن هنا يصبح الاستسلام للموضوعات التي يطرحها في أفلامه منطقياً مادام المردود المادي فيه بعض التعويض! وهو ما نلمسه في تصريح للمسئول عن تصوير الأفلام الأجنبية في المغرب، أورده الكاتب المغربي جمال الخنوسي عن جريدة «وول ستريت جورنال» وفيه يؤكد أن تصوير الأحداث العربية وخاصة أحداث العراق -على الأراضي المغربية «ليس قراراً سياسياً متعمداً، إنه بيزنس فقط».
الأمر حين ينظر إليه على هذا النحو يقلل من وعينا بقيمة وأهمية الإيحاء بمصداقية مايتم تصويره على الأراضي العربية، سواء كان صادقاً أم زائفاً، في ظل اقتناع السينمائي الأجنبي بدور المكان في تقديم مقارنات بين قيم الشعوب على المستوى الحضارى, في إطار أجواء عربية يساعد على تجسيدها ممثلون وكومبارس عرب، تصاحبهم لهجاتهم العربية ويظللهم خليط من الموسيقى الشرقية والضجيج، مع عنصر مشترك لا يمكن التنازل عنه وهو «صوت الآذان»، هنا يصبح الإصرار على اختيار «مكان عربي» - أيا كانت مطابقته للواقع - له أهميته، خاصة إذا كانت معالجة الأحداث داخل هذا المكان تتسم في أغلب الأحيان بأحادية المنظور والرغبة في تصيّد الأخطاء أو اختلاقها بعيداً عن أي منطق لحوار الحضارات والثقافات!

وبالرغم من تنوع الأفلام العالمية التي يتم تصويرها على الأراضي المغربية، فإن مايهمنا الإشارة إليه هو الأفلام التي تعاملت مع قضايا الشرق الأوسط السياسية والعسكرية والأفلام الدينية والتاريخية، وأخيراً الأفلام التي اتخذت من الصحراء العربية مسرحاً رئيسياً لها.

تاريخ التصوير السينمائي فيها

  • قبل أكثر من 100 عام تم تصوير أول فيلم سينمائي في المغرب وكان بعنوان «لو
شيفريي ماروكان» (راعي الماعز المغربي) الذي أنتجه مؤسس الفن السينمائي، الفرنسي لويس لوميير عام 1897، وكان من بين أول التجارب السينمائية في العالم. وتوالت بعده الأفلام الدولية التي اختار منتجوها أرض المغرب فضاء للتصوير. ومنذ 1922 استضافت ورزازات فريق تصوير فرنسي بقيادة المخرج لويتز مورا، الذي صور شريط «الدم»، تلاه فريق ثان بقيادة المخرج فرانز توسان الذي صور «ان شاء الله».
وفي عام 1927 انتهى احتكار السينما الفرنسية لهذه المنطقة، حيث شهد هذا العام تصوير الشريط الألماني «عندما تعود السنونو الى أعشاشها» لجيمس بوير. ولم تتأخر السينما الأميركية في اكتشاف مفاتن ورزازات التي استضافت عام 1930 تصوير «قلوب محترقة» لجوزيف فون ستيرنبيرغ، وهو من بطولة مارلين ديتريش وغاري كوبر. والتحقت السينما البريطانية بالركب منذ 1938 بتصوير «قافلة الصحراء» لثورتون فريلاند. واذا كانت تلك الأفلام أقرب ما تكون الى حالات الاستثناء، فان درجة اقبال السينمائيين العالميين على ورزازات ارتفعت وتنوعت بعد الحرب العالمية الثانية، لتتأسس قاعدة جديدة. فاحتضنت ورزازات أفلاما فرنسية وأميركية واسبانية وايطالية وهولندية وسويدية وبلجيكية، بل وحتى أفلاما من كوريا الجنوبية وجنوب افريقيا وكوبا والبرازيل.
وبعد توقف اضطراري نجم عن الأزمة التي خلفتها أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، استأنفت استوديوهات ورزازات نشاطها بإيقاع مرتفع، اذ أن مجموعة من الأفلام التلفزيونية توجد حاليا في طور الانجاز، في وقت يتوالى فيه تصوير مجموعة من الأعمال السينمائية الضخمة، مثل «هيدالكو» لشركة «والت ديزني»، و«تريبولي» للمخرج العالمي ريدلي سكوت، و«الكسندر المقدوني» للوغرون دو باز لوهرمان، اضافة الى «الايغزورسيست 3».
  • مروا من هنا
  • وهكذا تتوالى أسماء النجوم الدولية، منتجين ومخرجين وممثلين، من سيرج
ريجياني، وفيرنانديل، الى ألفريد هيتشكوك، وسيرجيو ليوني، وديفيد لين، وأنتوني كوين، وعمر الشريف، وأنا كارينا، وأنتونيو فيلار، وجان لوك غودار، وبيرناردو برتولوتشي، وجان بول بلموندو، ولينو فونتيرا، وجون هوستون، وشين كونري، وداستن هوفمان، وايزابيل أدجاني، وروجي مور، ومايكل دوغلاس، وتيموثي دالتون، ومارتن سكورسيزي، وجاكي شان، وريدلي سكوت، وجان كلود فان دام... كلهم مروا من هنا.

تصوير الافلام


ملف:OuarzazateFilmStudio.JPG.
وقد أطلق على ورززات اسم هولويود الشرق حيث تم تصوير عشرات الأفلام الأجنبية على أراضيها. وذلك نظرا لعدة عوامل:
أولها - تنوع تضاريسها حيث تجمع في وقت واحد بين الجبال التي تغطيها الثلوج، والواحات الخضراء، والصحراء الجرداء، وكل مايحقق للمخرج السينمائي العالمي متطلباته، أيا كان نوع الفيلم الذي يخرجه.
وثانيها: أنها المنطقة المغربية الوحيدة التي شيّد عليها أكثر من ستوديو سينمائي برءوس أموال محلية ودولية.
وثالثها - أن سكانها أصبحوا يرون في تصوير الأفلام الأجنبية على أراضيهم مصدراً رئيسياً للرزق وعليهم الوعي بمتطلباته الفنية والإنسانية.

قصر آيت بن حدو


تحفة طينية مغربية صارت وجهة 4145441414.jpgيعد قصر آيت بن حدو المغربي أحد القصور المحتفظة بخصائصها
المعمارية القيمة التي بنيت عليها، رغم عوامل التعرية القاسية التي مرت
عليها عبر الأزمان المختلفة
يقع قصر او قصبة ايت بن حدو على بعد 30 كيلومترا من مدينة ورزازات، وهو عبارة عن قلعة من الرمل مبنية وسط حقل تملؤه اشجار اللوز.
ويشكل وجود هذا القصر وسط هذه الواحة المزهرة منظرا خلابا، خاصة في فصل الربيع مما جعله ديكورا مميزا لعدد من الافلام العالمية،

وكان لاهتمام السينمائيين والاثاريين والسياح بهذا المعلم
التاريخي ما جعله يستحق رعاية منظمة اليونسكو وضمه الى «قائمة التراث
العالمي» لليونسكو منذ عام 1987.
تبلغ مساحة قصر ايت بن حدو الاجمالية حوالي 1300 متر مربع، وهو يطل على وادي اونيلا حيث يجري نهر صغير يعرف بالواد المالح.

ولقد شيد القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي في قرية
ايت بن حدو ومنها اتخذ اسمه، ولكن بعض الاثاريين يؤكدون انه بني لأول مرة
في عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي،
الا انه تعرض للإهمال نتيجة لهجرة السكان المتواصلة من المنطقة حيث لم يتبق حاليا من اهل بالقرية سوى 800 شخص فقط.
وأصبح القصر الأثري الرائع المتميز بالخصائص المعمارية
الفريدة كمدينة سكنية منغلقة على نفسها أنشئت قديماً للدفاع عن الأعداء من
الداخل والخارج حصناً حصيناً لسكانه ومزاراً للسائحين المتوافدين على
المغرب كل عام ليصل تعداد زيارة المكان نفسه إلى 140 ألف زيارة سنوياً.
وكانت المنطقة قديماً مركزاً رئيسياً للتسوق عبر الجمال، في ظل تمسك كبير من الأسر القديمة حتى مطلع القرن الماضي بالمكوث فيها،

إلى أن قررت الأجيال تركها لتكون موقعاً أثرياً واتخذوا
مهناً أخرى غيرها ورحلوا عن المكان بالكامل، لا سيما تواجد ضئيل من بعض
العائلات على الجانب الآخر من النهر المطل عليها.

ويحيط بالقصر أشجار النخيل والمباني الأخرى الأثرية
القصيرة، ومن جمال الطبيعة الخلابة، وروعة المبنى الطيني للقصر أصبحت "آيت"
ملاذاً مهماً للأفلام السينمائية العالمية، ليتجه المخرجون إلى هناك
مباشرة لاستغلال الموقع المهم في الأفلام الأثرية.
وتم تصوير بالموقع المغربي الأثري هذه الأفلام: " لورنس
العرب، أنوار النهار الحية، السماء الآوية، المومياء، المسيح ابن الناصرة،
الأسكندر، المحارب
.

 
.

قصبة تاوريرت

http://www.sahara-desert-dream.com/images/excursions_04.jpg 

يتداول كثير من أبناء و ساكنة ورزازات عبارات من قبيل : "نتلاقو حدا القصبة ديال تاوريرت"، "غتكون السهرة ديال المهرجان حدا القصبة ديال تاوريرت" ... و كثير من النسوة و الشباب يستمتعون في أمسيات الصيف خاصة بمنظر الأضواء على أسوار و أبراج هدا الصرح المعماري، دون أن يدركوا ما تخبئه تلك الأسوار من أحداث و أسرار شخصيات لعبت أدوارا كبيرة و كثيرة في صناعة تاريخ المنطقة سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا... بل الأدهى أن أغلب المسؤولين بورزازات لا يعرفون تاريخ المنطقة، مما قد يجعلهم يتخدون قرارا بهدم مآثر لا يدركون أهميتها التاريخية، و هم بدلك يرتكبون جريمة في حق تراثنا دون أن يعلموا... مما يستدعي منا وقفة للتأمل في تاريخه الذي يجهله أغلبيتنا بهدف فهم حاضرنا، فما هي قصبة تاوريرت؟
إن عملية تشييد قصبة تاوريرت مرت بمرحلتين الأولى في عهد الأسرة الواوزكيطية، و الثانية في عهد الأسرة الكلاوية.
- المرحلة الأولى : تاوريرت القصر :

كانت تاوريرت قبل الأسرة الواوزكيطية عبارة عن قصر (بمعنى دوار") "تغليت" أو "إغرم نتسيارت" و الذي يوجد في موضع بضفة واد ورزازات (يجهل اليوم الموقع بالضبط)، الذي هو من روافد واد درعة. هدا الأخير الذي ينبع من عمق الأطلس الكبير، و هو نهر موسمي، و صفه الحسن الوزان (أحد المؤرخين المغاربة في كتابه "وصف إفريقيا") في معرض حديثه عن وادي درعة، بأن ضفافه مجال للاستقرار البشري، يقول : "يقيم السكان على ضفاف النهر الذي يحمل نفس الاسم، و يفيض طورا في الشتاء حتى كأنه بحر ثم يجف طورا آخر في حين يمكن عبوره بالأقدام، و عندما يفيض تسقى البلاد كلها.

و كان من وراء تغيير دلك الموضع سكان القصر، أو بالأحرى الأعيان و الغرباء الثلاث الدين هم من أولياء سيدي يحيى و هم : الناجم، و ادمحمد، و يحيى الدين نزلوا ضيوفا عند أولئك السكان، و كانت معرفتهم بأحوال الوادي كبيرة لقدومهم من درعة (زاكورة) و بالضبط من "الدويرات".

و اعترافا منهم بحسن الصانع الذي قدمه إليهم أعيان "تغليت" نصحوهم بمغادرة ضفة الوادي إلى قمة التل (تاوريرت بالأمازيغية) الذي يشرف على القصر. و قد رضي كل من "ايت بوخروش" و "ايت باحدو" و "الصنهاجي" و "ايت باصالح" و "ايت لشكر"(من الأسرة اليهودية القاطنة بالقصر)، بنصيحة أولئك الأولياء لتلافي خطر تلك الفيضانات المفاجئة.

و كان إيمان و اعتقاد أهل المنطقة بكرامات الأولياء و خوارقهم كبيرا في دلك الوقت، و من بين التي حفظها أهل تاوريرت : أن أحد الأولياء وضع ثوبا تحت شجرة بالقرب من التل (تاوريرت) فتفجرت منها عين من الماء استبشر بها أعيان القصر، فشرعوا في بناء جديد فوق التل. و كانت أول بناية بالتل هي "تمصريت نمناين" كإقامة للفرسان و كمؤسسة سياسية تقوم على تدبير شؤون القبيلة و الدفاع عن مصالحها.

- المرحلة الثانية : تاوريرت القصبة :

تقع القصبة في المرتفع الذي يحده شرقا دوار سيدي داود، حيث توجد قبة الوالي الصالح سيدي داود، و شمالا مقر تعاونية الزرابي و الصناعة التقليدية، و كانت عبارة عن بيادر (انرارن) للقائد حمادي و لأهل تاوريرت فيما مضى، و جنوبا واد ورزازات، و غربا المنطقة الفندقية حيث يوجد فندقا "إبيس و ميركير" أو ما يسمى قديما بدوار تمغزازت، حيث توجد مقبرة لازالت شاهدة على هدا الدوار، و توجد بالضبط أسفل فندق "أزغور" (بينه و بين مديرية التجهيز لورزازات) و إلى اليوم مازالت قبة الولي الصالح بهده المقبرة قائمة تصارع الزمن و النسيان.

و توجد القصبة الرئيسية التي يوجد بها اليوم "مركز حفظ و توظيف و صيانة التراث المعماري بمناطق الجنوب و الأطلس الكبير، التابع لوزارة الثقافة"، بجانب قصبة "أيت سي كريم" و هي خالية اليوم و مهددة بالخراب، و قصبة "سي محمد العربي بن المدني الكلاوي" قائد المنطقة الجنوبية في أيام الحسن الأول، و قد بنيت قصبة تاوريرت حوالي سنة 1171 هجرية، 1754 ميلادية.

و حين استثب الأمر لحمادي الكلاوي قام بتوسيعها، حيث قام بجلب البنائين من "ايت بويحيى" و "امغران" و "دادس"، و التراب من المنطقة التي تسمى "حي واد الدهب" اليوم، و الأخشاب من "واحة فينت" ; و "واحة إغلس" و "واحة تكنزالت" و "واحة تمايوست" و من الأراضي الفلاحية التي قام بمصادرتها من الأهالي.

أما نوعية العمل فهو جماعي لكنه إلزامي "الكلفة" و إجباري باستغلال أفراد الدواوير التابعة لدائرة نفوذه بالتناوب، حيث عرف عن الأسرة الكلاوية التسلط و البطش بمن لا ينفد الأوامر، (و نذكر على سبيل المثال برج بالقصبة يسمى "برج أيت أكضيف" حيث بناه هؤلاء الأخيرين كعقوبة بالترهيب و القتل و التعذيب بعد رفضهم لبعض أوامر حمادي الكلاوي). و يستثنى من هدا العمل الإجباري فئات اجتماعية تحظى بتقدير و احترام القائد الكلاوي وهي : الفقهاء، و حفظة القرآن، و الأشراف (إكرامن) ثم الأرامل. إلا أن القصبة في عهده تظهر بنوع من العظمة و الأبهة و وسعت من اختصاصاتها، فتجاوزتها من كونها مأوى للكلاوي و حاشيته (الحريم و الخدم) إلى مقر للسلطة الجهوية، حيث أعطيت لها الأهمية باستعمال مواد التزيين و الزخرفة من الخشب المنقوش على سقف بعض الغرف : كغرفة الأكل و قبة "للاسيدي" (زوجة الكلاوي الأولى و الرئيسية).

و تتوفر القصبة على بابان رئيسيان هما : باب شمالي، هو "إمي ننرارن" (باب البيادر) و الذي هو المدخل الرئيسي اليوم من جهة المدرجات، و يؤدي إلى "أرحبي نكلد" (ساحة الملك) التي تقام فيها حفلات أحواش، كما كان الكلاوي يتناقش فيها مع القبائل و التجار شؤونهم من خلال شرفة تطل عليها، و في أحد أركان هده الساحة يوجد مدفع من صنع ألماني يعود تاريخه إلى 1884م، و هو هدية من الحسن الأول للمدني الكلاوي، قائد المنطقة الجنوبية في عهده، و هدا الباب مخصص للكلاوي و حاشيته و الضيوف، كما يوجد بالداخل "ارحبي نكنسو" (ساحة الداخل) خاص بالحريم و الخدم. و باب جنوب شرقي، هو "إمي ننضاف" أي باب الحراس، و بعد الترميم يعلوه برج مرتفع نسبيا، و هو خاص بالعامة (المدخل من جهة دوار سيدي داود).

و سأعود في حلقة أخرى للحديث عن بعض الأحداث و الشخصيات داخل قصبة تاوريرت، و التي صنعت تاريخ المنطقة. كما أنني سنحاول تسليط الضوء في حلقات على كل أيقونات تاريخ منطقة ورزازات.

و أشكر بالمناسبة السيد عبد الله أيت فاتح، على المجهودات التي بدلها لحفظ العديد من الوقائع و الأحداث، و نثمن عمله كثيرا.

العادات والتقاليد بورزازات

http://agadir24.info/images/16999.jpg

إن عادات وتقاليد سكان الإقليم تختلف باختلاف المناطق وطبيعتها. ففي المناطق الجبلية نجد الرجال متوسطي القامة يرتدون الجلابيب من الصوف وقاية من شدة البرد وأثر تساقط الثلوج ويتركون عادة اللحية. كما يرتدون أحيانا سلاهــم

من الصوف والنساء صغيرات القامة ويرتدين خرقا من الصوف غالبا ما تكون تحمل خطوطا بيضاء وسوداء بنواحــي امسمرير خاصة. ويجعلن في أقدامهن (أداكو) وهي أحدية من الجلد مزركشة ومزينة بالخيوط وقطع صغيرة لامعة تدعى (موزون) أمـــــا الأطفال يلبسون(أقشاب) وهو قميص يصل حتى الخفين.وتتميز هذه الجهات بقيام النساء بأعمال فلاحية من حرث وجمع الكلأ وحتى الرعي أحيانا بينما الرجال يتجرون ويلزمون البيوت ونادرا ما يتعاطون الفلاحة.

وفي المناطق الصحراوية فان الرجال كبيري القامة يرتدون أقمصة من ثوب أزرق ...أما النساء فهن متوسطات القامــة يرتدين الخنت وهو ثوب أسود تديره المرأة على جسدها ويسمى كذلك بالحايك ويتعاطى الرجال في هذه الناحية الكســـب والرعي وجلهم رجال يسكنون الخيام لسهولة نقلها...

ترتدي العروسة أعبروق على رأسها وهو ثوب مزركش ذو أهداب ملونة وعلى جبينها تضع شريطا يدعــــــى (تيبقسن) أو (تزكلمت) يحمل مجوهرات من الفضة واللوبان غالبا وعلى صدرها تضع خلاخل تدعى (ازرزاي) وفي أقدامها أحدية حمراء اللون تدعى(ادوكان) ومزينة ب (موزون). وتحمل المرأة أيضا حزاما من الصوف يسمى(تسمرت) وترتدي ازارا يدعى (اقلمون) أو (تشظاظين) وهو إما من الخنت(ثوب أسود) أو من الثوب الملون العادي، وتحمل في يديها دمالـــــج (ابزكان) من الفضة.
و ورزازات هذه الجهة التي تتناقض طبيعتها بين سهول وجبال وحقول وصحراء، ثلج ورمال، كانت ممرا تجاريا هامــا ما بين المغرب وأفريقيا. تلتقي فيها قبائل متعددة العادات في القرون الغابرة، وحافظت على ما خلفته لها طبيعتها هاته وموقعها من تراث شعبي وفني أصيل وعريق. كما كـان للاختلاط بين الأجناس تأثير اختلفت نتيجته وتنوعـــت حســــب المواقع والأماكن..

عهد الفتوحات بورزازات


 http://www.excursions-aventure.com/images/studio_ouarzazate&.jpg
ولا يقتصر تاريخ ورزازات على ماقبل قرن فقط، تعود بنا الذاكرة إلى الجاهلية غير أن تحديد الزمن بالضبط يكتســــــب شيئا من الغموض وعلى أي من المعلوم انه في القرن الرابع قبل الإسلام (قبل الهجرة) يعرف أن الديانة اليهودية كانت منتشرة بهذه الناحية إلى غاية القرن الثالث الهجري وحيث غدت مدينة درعة التي يقال لها(تيومتن) قاعدة السهل، بني جامع كبير على يد عقبة بن نافع ويقول كتاب (الدعاء في تاريخ وادي درعة) هي بلدة تمتيك التي لم يبق منها اليوم إلا سورها وأبراجها وعن مقربة منها مقبرتين تدلان على كثرة سكانها وتوجد بجانبها قصبة، بناها شرفــــــــاء سجلماسة وامتلكوا بعض البساتين بها كما يروي ابن خلدون انه يوجد قصر تدسي على مقربة منها، وهذا الاسم يطلق حاليا على قرية شمال زاكورة، وتدسي هذه مهد السعديين.

ورزازات: افتتاح فعاليات المعرض الجهوي للصناعة التقليدية

ورزازات: افتتاح فعاليات المعرض الجهوي للصناعة التقليدية



انطلقت مساء أمس الجمعة بورزازات فعاليات المعرض الجهوي للصناعة التقليدية المنظمة الى غاية 6 اكتوبر المقبل تحت شعار “الصناعة التقليدية تراث أصيل وآفاق واعدة”.
ويشارك في هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية بتعاون مع مؤسسة الصانع والمديرية الاقليمية للصناعة التقليدية بورزازات، 90 عارضا من هذه المدينة وزاكورة وتنغير بالإضافة الى مدن مغربية أخرى.
ويشمل المعرض، الذي أشرف على افتتاحه عامل اقليم ورزازات السيد صالح بن يطو، على مختلف منتوجات الصناعة التقليدية التي تميز بالخصوص هذه المنطقة من زرابي وفخار وحلي ، التي أبدعت أنامل الصانع التقليدي في وتحسين جودتها والرقي بجماليتها لكي تستهوي زوار المعرض سواء من المغاربة أو السياح الأجانب فضلا عن عرض منتوجات غذائية لعدد من التعاونيات المحلية.
وأكد رئيس غرفة الصناعة التقليدية لورزازات زاكورة تنغير السيد محمد البيض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، بهذه المناسبة، أن المعرض يروم تنمية قطاع الصناعة التقليدية بجهة الجنوب الشرقي للمملكة، مشيرا الى أن لهذه المنطقة خصوصياتها التي تفتخر بها من بينها الزربية الورزازية .
واضاف ان المعرض يعد فرصة للصناع التقليديين للعمل على تحسين منتوجاتهم وتطويرها وعرضها للتسويق، بالاضافة الى كونه يشكل فضاء للالتقاء بين هذه الشريحة من المجتمع من مختلف المناطق المغربية لتعزيز تجربتهم والرفع من مردوديتهم وجودة منتوجاتهم.
ويتضمن برنامج هذا المعرض تنظيم لقاء حول المنجزات وافاق الصناعة التقليدية، وندوة حول الزربية المحلية، وورشة حول تسيير الجمعيات والتعاونيات، فضلا عن فقرات تنشيطية يشارك فيها عدد من الفرق الفلكلورية وتنظيم مسابقة في تجويد القران الكريم .

ورزازات

http://timetours-transport.com/images/ouarzazate/ouarzazate1.gif
تلقب باب الصحراء . بنيت المدينة انطلاقا من عام 1920م حول ثكنة عسكرية أقامتها سلطات الحماية الفرنسية، وتشتهر ورزازات بتصوير أفلام سينمائية عالمية في نواحيها.

يتوفر إقليم ورزازات على مناظر خلابة تتجسم في واحات النخيل التي تتخلل السهول إلى جانب القصبات والقصـور، وفــي المآثر الجميلة التي توجد بالمناطق الجبلية كمضيق تودغة بتنغير، وفي ذلك الطابع الصحـراوي بالجنــوب حيـث التـــــــلال والشمس والظلال..
فالنخيل يسافر معك على طول الطريق من ضواحي المدينة ورزازات إلى المحاميد الغزلان.
ومياه الواد المشهور (درعة) لا تنقطع بصفائها الهادئ الذي يعكس أشجار النخيل المبعثرة على ضفافه تطاول ارتفاعـــات السلسلة الجبلية التي تتحدى طول النهر إلى أن يتحايل عنها في وداعة فيميل في اتجاه نحو الواحة التي يقولون عنها إنها مرتع الغزلان.
والإنسان جمع بين قسوة الصحراء التي يتميز بها الإقليم وليونة الواحات الخضراء.

فنشأ بخصال تمازج الشدة باللين والكرم بالكفاف وما يزال هذا الواد منبع الحياة ومصدر خير لسكانه الذين تجمعـــوا على ضفافه في حب دائم جمع بينهما ولهذه العوامل الطبيعية الخلابة التي يحتضنها أصبح إقليم ورزازات قبلة أعداد متصاعدة من السياح الذين يتوافدون على قراه ومدنه الممتدة على طول نهر درعة يستمتعون بجمال الواحات، والطقس الصحراوي الجاف يجوبون رمال الصحراء ويرتعون بين سفوح الجبال يمارسون الصيد، وتعتبر قمة جبل المدينة الثانية بعد ورزازات وهي زاكورة قبلة السياح يعجبون بمنظرها الخلاب النائم في وداعة عند سفح الجبل في عناق أبدي مع النهـــــــر الهادئ.