lundi 28 septembre 2015

حقيقة خبر القنبلة التي تم العثور عليها بورزازات






 شاع يوم أمس خبر العثور على قنبلة بحي المقاومة بورزازات من طرف الدرك الملكي ، و للتأكد من صحة الخبر عملت  على تحري الأمر ، و إتصلنا بإحدى المصادر التي أكدت لنا أن الشيء الذي تم العثور عليه لا يعدو أن يكون عبارة عن جزء صغير من قنبلــة عثر عليها أحد الأشخاص أثناء عمله بإحدى الضيعات بالناظور ،


فاستقدمها إلى ورزازات على أساس أن يحتفظ بها كتحفة فقط ، و بعد التحريات التي قامت بها السلطات بالمدينة تأكد أنها عبارة فقط عن جزء من قنبلة من النوع القديم جدا و لا يشكل أي خطر ، و تدعو الجميع إلى الإطمئنان و عدم نشر الهلع في أوساط الساكنة.

تنبيه : الصــورة المرفقة تعبيرية فقط.
 

توضيح بخصوص أفعى مستشفى سيدي حساين




إنتشرت مؤخرا صورة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وبعض الصفحات الاخبارية التي زعمت أن الصورة لأفعى عثر عليها داخل المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات ،  الامر الذي خلف الكثير من الذعر والخوف بين المرضى وكل من شاءت به الأقدار دخول المستشفي ، و ساهم في إنتشار الإشاعة مواقع عديدة لا تفرق بين الحقيقة و الإفتراء و تسعى فقط لجمع أكبر عدد من المشاهدات دون أية إعتبارات لزوارها وروادها و دون أدنى إحترام لهم.

ومن اجل التصحيح وتوضيح الامر للرأى العام فإن هذه الافعى الخطيرة حسب تصريح مدير المستشفى قامت بلدغ سيدة بنواحى قرية أفرى بالجماعة القروية إدلسان وتم نقلها لمستشفى سيدي حساين بن ناصر ، ومن ذكاء و فطنة أهل القرية انهم قاموا بقتل الافعى وإحضارها للمستشفي لمساعدة السيدة على العلاج وهو الامر الذي نوهت به إدارة المستشفي والطاقم الطبي .

في الاخير يجب التنويه إلى ضرورة إحترام سمعة المؤسسات والتحرى عن مصداقية الاخبار كيفما كانت وخاصة التي تتعلق بسلامة وراحة المواطنين ، فهل يعقل للإنسان العاقل أن يصدق أن هذه الافعى تعيش داخل مركز إستشفائي و بمنطقة حضرية وتنعم بالراحة والتجوال فيه ؟
كما أن بعض علامات قطرات الدم على الصورة تدل على أن الدم ليس للأفعــى ، بل هو للشخص المصاب و الذي ينزف منه الدم من الأعلى نحو الأسفل ، ما يدل على أن الأفعى لم تقتل بالمستشفى بل نقلت إليه مقتولة



سجين يحاول إحراق رفاقه بسجن ورزازات

أضيف في 13 شتنبر 2015 الساعة 23 : 00




سجين يحاول إحراق رفاقه بسجن ورزازات



كادت مأساة إصلاحية سلا تعيد نفسها في السجن المحلي بورزازات، قبل يومين، بعد أن عمد سجين مختل عقليا، كان في حالة هيستيريا، إلى إشعال النيران في مطبخ أحد أحياء السجن.

مصادر نقلت تفاصيل من الواقعة التي أرعبت مجموعة من السجناء، مؤكدة أن نوبة غضب انتابت السجين بشكل مفاجئ، ليشرع في ضرب سجناء كانوا بصدد إعداد وجبتهم، وحمل موقدا قبل أن يقذف به أحد النزلاء، كما اعتدى على آخرين حاولوا شل حركته وتهدئته، غير أنه تغلب عليهم.


الحادث استنفر موظفي المؤسسة الذين هرعوا إلى عين المكان لإطفاء النيران، قبل أن تمتد إلى باقي مرافق السجن، وشلوا حركة السجين المختل عقليا، والمدان بثلاثين سنة سجنا.


وحسب ما روته نفس المصادر فإن هذا النزيل يعاني نوبات هيستيرية بانتظام، وسبق للسجناء أن طالبوا بنقله إلى زنزانة انفرادية، بعد أن تعددت حالات اعتدائه على الآخرين، غير أن الإدارة اكتفت بمنحه مزيدا من الأدوية المهدئة دون جدوى.


وقالت المصادر إن الموظفين تمكنوا هذه المرة من احتواء الحريق في بدايته، غير أنه لا يمكنهم ضمان فعل ذلك مرة أخرى، ولا حصر عدد ضحايا المختل، وضمنهم السجناء الذين نقلوا إلى مصحة المؤسسة لتلقي الإسعافات.


mardi 8 septembre 2015

تاريخ تأسيس مدينة ورزازات


أحدث إقليم ورزازات في20 مارس 1956 الموافق ل 27 شعبان 1375, تبلغ مساحته 19.464 كلم مربعة , و يبلغ عدد سكانه 700.000 حوالي يحده من الشمال ولاية مراكش و إقليم أزيلا ل , شرقا إقليم الراشيدية , جنوبا إقليم زاكورة , جنوبا غربا إقليم إقليم طاطا و غربا إقليم تارودانت .

فيما يتعلق بالتضاريس فالوسط الطبيعي لهذه المنطقة بوجود وحدات تضاريسية متباينة تتسم بالجفاف تمتد خلالها شمالا سلسلة الأطلس الكبير الأوسط من فج تيشكا إلى هضبة البحيرات على شكل قبة غير مماثلة تنتمي بنيتها الجيولوجيا المشكلة من صخور كلسية إلى إللياس و الجو راسي .

و تضم هذه السلسلة مجموعة من القمم يصل أعلاها إلى 4071 م. شكلت منطقة ورزازات طيلة تاريخها الطويل نطاقا التقت و امتزجت فيه عدة مجموعات بشرية ذات أصول عرقية مختلفة و ذلك من خلال ما تم اكتشافه من أدوات قديمة و نقوش صخرية تحيل جميعها على حضارات عريقة . يجمع الدارسون على أن الأمازيغ هم أول من استوطن المنطقة في مرحلة تاريخية متقدمة, و في عصور تالية جاءت أجناس مختلفة لتستقر بالمنطقة كالأفارقة و اليهود .

مدينة ورزازات كانت من قبل عبارة عن مدا شر تتكون من قريتين: تصومعت و تاوريرت ، و مع التوغل الاستعماري بالمنطقة اتسع الشريط الحضاري و ارتفع عدد السكان بشكل مضطرد و يفسر هذا التطور السكاني بالرغبة التي دفعت الأسر الريفي إلى الهجرة بحثا عن ظروف أفضل للعيش خاصة مع سنوات الجفاف إضافة إلى عوامل الفقر و التهميش الذي تعاني منه البادية و بساطة وسائل الاستغلال التي لم تعد كافية لتغطية حاجيات السكان إلى جانب هذا نجد التطور الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفه المجال الحضاري بنياته الإدارية و الخدماتية.

تنفرد منطقة ورزازات بنمط معماري خاص و أصيل ، يتمثل هذا الطابع بالأساس في الأشكال الهندسية للقصبات و القصور ، و هي هندسة ترابية تتميز بجمالها و خصائصها المستقاة من الوسط الطبيعي الذي أقيمت فيه ، مما جعل منها أحد أهم المعالم التراثية بالمنطقة و يقصد بالقصبات و القصور: المباني المشيدة في أماكن عالية كالتلال المجاورة لمجاري المياه ، كما يقصد بها أيضا المساكن التي شيدت في المناطق القريبة من الصحراء و المتوفرة على عنصر من عناصر التحصين .

و تتواجد هذه القصبات و القصور على شكل مباني عالية لها مدخل واحد و محصنة بأسوار واقية تتخللها أبراج شامخة ، أما تصميماتها فهي تصاميم عضوية و وظيفية تستجيب لمتطلبات المجموعة البشرية التي ستقيم بها ، حيث تتوفر على كل المرافق الضرورية من مسجد و فران و حمام و ساحة مركزية . بالإضافة إلى الرصيد المعماري هناك الموروثات الثقافية المحلية التي تتميز بالتنوع ساهمت في إغنائها مجموعات بشرية مختلفة … فالدارس لتراث منطقة ورزازات يجد نفسه أمام إبداعات حضارية متداخلة تستقي مادتها من روافد إنسانية عديدة لتعطي في النهاية مخزونا ثقافيا يتمثل أساسا في شتى أنواع الرقصات و الأهازيج الشعبية و العادات و التقاليد الأصيلة في اللباس و الأكل و مواسم الحصاد و المآتم و الأفراح … و قد ساهم في هذا الغنى و التنوع :
طبيعة المنطقة المنفتحة على مختلف جهات المغرب و على الحضارات الأمازيغية الإفريقية اليهودية و العربية حيث يمكن إرجاع الكثير من مظاهر هذا التراث إلى عناصره الأصيلة ، بيد أن هذا لا يعني انعدام الخصوصية الحضارية للمنطقة ، هذه الثقافة لازالت تحافظ على مميزاتها كتراث أصيل ، لاسيما غي البوادي التي ظلت حاضرة و متمسكة بالطابع المحلي للبيئة الأصيلة ليس فقط على مستوى الغناء و الزي بل في كل ما يندرج في الفنون الشعبية ، و من أهم هذه الفنون الرقصات التراثية التالية :

- أحواش و الأماكن التي توجد فيها هذه الرقصة الشعبية تاوريرت ، تيفولتوت، تلواث ، أكدز ، تندوت … - أحيدوس و تسود في منطقة قلعة مكونة و تنغير ...

- الركبة و تنتشر بقبائل الروحة و أولاد يحي و تانسيطة منذ أزيد من 400 سنة. - أقلال منتشرة بين سكان واد درعة منذ القدم ، بحيث يزيد عمرها 700 سنة .

- توناست تمارس في بعض المناطق تازناخت و تؤدى من طرف الرجال و بأيديهم بنادق و كنتيجة لهذا الغنى و التنوع يعرف الإقليم العديد من الاحتفالات و المواسم أشهرها :

- موسم سيدي داود الذي ينظم بمدينة ورزازات خلال شهر غشت من كل سنة .
-موسم الحاج عامر ينظم بتنغير يوم 18 ذي الحجة .
-موسم سيدي محمد بناجي ينظم بغسات يوم 18ربيع الأول .
-موسم أمرديل ينظم بتيدلي ما بين 14و 17 أكتوبر .



و نظرا لارتباط قطاع السياحة بقطاع السينما بورزازات ، فإن المسؤولين أولو ه أهمية كبيرة و ذلك بتشجيع الاستثمارات في هذا الميدان من خلال بناء وحدات فندقية جديدة و تحسين الخدمات ... و يعود الاهتمام بمنطقة ورزازات سياحيا إلى الفترة الاستعمارية حيث أن المكتب الوطني المغربي للسياحة الذي أنشأ سنة 1946 ، قام بإنشاء مأوي مرحلية في منطقة الجنوب الكبير (Grand sud ) .

ورزازات.. مدينة سينمائية من جبس وكرتون عاملون و«كومبارس» يكشفون دور «الربيع العربي» والأزمة الاقتصادية وتفجيرات «أركانة» في تراجع السينما


(خارجي -ورزازات- ليلا) هكذا دخلنا مدينة ورزازات في ليلة باردة. هدوء تام في مدخل المدينة. حركة الجولان تكاد تكون منقطعة. نُصُب عبارة عن شريط سينما فيه صور المدينة يعتلي «رومبوان» في مدخل الحاضرة. شرطي يجهد نفسه لإجبار سيارات على تغيير مسارها وعدم الدخول إلى شارع يقطعه سائقو سيارات أجرة صغيرة معتصمون. أستديوهات مضاءة تظهر من بعيد. تماثيل فراعنة واقفة في صمت. بضعة مارة ما زالوا يتسكعون في ساحة المرابطين وسط المدينة. منزل «العامل» يعتلي ربوة تطل على المدينة الهادئة. كانت هذه ورزازات ليلا. بدت السينما، التي تشتهر بهاالمدينة، مثل شبح يظهر ويختفي. هل هذه هي «هوليود إفريقيا»، فعلا؟ التحقيق التالي يعرض سيناريو انهيار السينما في ورزازات ويقدم «أبطالا حقيقيين» و»كومبارس» يتحدثون عن واقع الإنتاج السينمائي في المدينة ويصور مَشاهدَ من مدينة سينمائية من «كرتون». من قصص أشخاص عاديين كانوا يعيشون على السينما نكتشف حقيقة ما يقع في ورزازات، هوليود إفريقيا..
ظلت المدينة هادئة صباحا. الشوارع تكاد تكون فارغة. السبب إضراب لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة، الذين يشتكون مزاحمتهم من طرف سيارات أجرة كبيرة انتقلت من ضواحي المدن إلى قلبورزازات للعمل، بعد تعذر سبل العيش خارج المدينة.
(خارجي -متحف وأستوديو في ورزازات -نهارا) السكون ذاته كان داخل المتحف السينمائي قبالة قصبة تاوريرت. المتحف، من بين الأمكنة الوحيدة والقليلة التي تشهد أن في ورزازات «سينما». وحدَها أصوات عمال بناء ودوي ضرب بمطارقهم على جدران يبنونها تكسر هذا الهدوء الرتيب. حرارة الشمس كانت مزعجة. المتحف يظهر خرِباً من الخارج. دخلنا مقابل 30 درهما. خراب في فناء داخل المتحف. آثار ديكور مدمر نُثرت في أرجاء الفناء. المكان مقفر هنا. ليس هناك عمال. قابض يسلم تذاكر الدخول وحارس هما من يعملان هنا. الحارس يقوم، أيضا، بدور «الدليل» للزوار الذين يزورون المكان.
شمعدان عِبريّ من جبس عند باب المتحف. أحصنة «مُزيَّفة» وبئر في جانبي المدخل، الذي يقود إلى «قاعة عرش الملك سليمان». هكذا كتب في لوحة وضعت وسط ساحة فيها ديكور مبهر، يتوسطها كرسيُّ عرشٍ فخم. كل شيء هنا من جبس وكرتون. تدق بجدار فتسمع صدى يتردد في أرجاء الفضاء الخالي إلا من بضعة زوار يتبادلون الجلوس على كرسي عرس الملك سليمان.. قائمة بالأفلام التي صورت هنا تشير إلى أن غالبيتها كانت في فترة التسعينيات. صوّرَها إيطاليون. أغلبها أفلام تتحدث عن المسيحية وعيسى ومريم ويوسف وأنبياء آخرين. إلى جانب قاعة عرش سليمان، سجن فيه زنازينُ مظلمة من جبس وقضبان خشبية. وحدَها السلاسل، الصدئة، كانت من حديد. سراديب بعضها يقود إلى غرف تصوير مجاورة وأخرى تقود إلى طرق مسدودة وإلى أماكنَ خرِبة. فزع يُثار بين الفينة والأخرى عندما تحلّق، فجأة، حمامات كانت مختبئة في زوايا المتحف، الخرب.
«هنا صُوِّر فيلم «لابيبْل».. هنا صور فيلم عيسى وأورشاليم».. ظل حارس المتحف يردد، مشيرا إلى غرف قاتمة. كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا. هذا هو موعد إغلاق المتحف. قادنا الحارس إلى قاعة أخرى فسيحة فيها معدات تصوير قديمة. في مدخل القاعة كتاب «ذهبي»، عبارة عن كناش أسود رث خَط فيه زوار بضع كلمات. في القاعة معدات تصوير، كتبت في بعضها «خاص بالمركز السينمائي المغربي». تتفرع القاعة عن غرفة ملابس فيها ثياب رثة استُعمِلت في تصوير أفلام تاريخية. إلى جانبها نبال ورماح ودروع من جلد وحديد وجبس. كان المشهد مبهرا، رغم خلو المكان. «لا يزور المتحف، في أحسن الأحوال، إلا 10 أشخاص خلال اليوم. لم يعُد السياح يزورون المكان. أغلب الزوار «عشاق» يدخلون للاختلاء ببعضهم، لذلك نضطر إلى منعهم»، يقول حارس المتحف ل»المساء»، بنبرة منهكة وعربية مختلطة بالأمازيغية، قبل أن يردف قائلا: «المداخيل قليلة والداخلية هي التي تحصل عليها.. الداخلية هي التي تراقب».
غير بعيد عن المتحف، في ركن قصيّ من ورزازات، توزعت أستديوهات. بدت مهجورة، معزولة، في أماكن مقفرة. في جنابي مدخل إحداها وقف «فرعونان» كبيران. يتطلب دخول الأستيديو الحصول على تذكرة من مستخدمة الاستقبال في فندق تابع للأستوديو. ثمن التذكرة 50 درهما. كانت المستخدمة جالسة أرضا تحت شمس ساخنة، تحادث سيدة أخرى. بدا عليها ضجر. الفندق بدا خاويا. كذلك الأستوديو. في مدخل الأخير، جلس بضعة رجال. هؤلاء دليلو الزوار إلى الأستوديو. تلكؤوا في القيام لمساعدة زوار جدد في اكتشاف معالم المكان. قام أحدهم، على مضض، وأكنه يُجَرّ إلى مكان ملّه. «هنا مُثِّل فيلم كذا.. هنا مُثِّل فيلم كذا سنة..».. ظل يردد الدليل برتابة.
أغلب الديكور في هذا الأستوديو من طين وجبس. بعض أجزاء الديكور انهارت. لا يتم ترميم الديكور، حسب ما أوضحه هذا الدليل. علّق زائر ألماني على هذا المشهد قائلا: «في السنة المقبلة، وبعد سقوط قطرات أمطار.. سيسقط كل هذا».. وافقه الدليل قائلا: «لا يتم ترميم الأستوديو إلا قليلا. ما تره بُني قبل سنوات، وفي ظرف أشهر قليلة لتصوير أفلام. هذه الديكورات كلها بناها حرفيون من أبناء ورزازات. ليس لهؤلاء عمل حاليا. لم تعد تصور أفلام في ورزازات ولم تعد هذه الأستوديوهات تستقطب منتجين أجانب. أعرف تقنيين وصناعَ ديكور عملوا في أفلام كبيرة لكنهم صاروا اليوم عاطلين، بسبب تراجع الإنتاج السينمائي في ورزازات». «لا يبذل أي مجهود لحماية المآثر السينمائية في المدينة. هناك مناطق صورت فيها أفلام ولا تتوفر على طرق، مثل منطقة «فينت»، التي يقود إليها «غودرون». ينطبق الأمر ذاته على قصبة «آيت حدو»، التي صورت فيها أفلام عالمية، مثل «غلادياتور»، وتعد من المآثر المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي، ولكنها غير مجهزة، ويتطلب الوصول إليها المرور عبر طريق صغيرة ومحفرة»، يقول الدليل.
انتهت الجولة سريعا. لم يقو سياح على الوصول إلى ديكورات بعيدة، بسبب عدم وجود سيارات أو وسائل نقل تقلهم. اكتفوا بالنظر من بعيد إلى أطلال «أورشاليم». سكون مطبق يقطعه صهيل خيول في إسطبل، أخبرنا الدليل أنها اقتُنيت ودُربت من أجل استعمالها في أفلام. انتهى الدليل من عمله وعاد إلى مكانه يستظل، قرب رفاقه، من صهد ذلك اليوم الحار.
(داخلي -مقهى في ورزازات -مساءً)، هنا، في إحدى مقاهي ورزازات، التقينا ناصر أوجري، الكاتب العام لجمعية للكومبارس في المدينة. مثّل هذا الرجل في أفلام أجنبية ووطنية عديدة. تجَعّد وجهه. رسم ابتسامة رقيقة على محياه. «ليس هناك عمل في ورزازات حاليا. منذ مدة ونحن عاطلون. لم تُمثَّل أفلام هنا منذ مدة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وتفجيرات «أركانة» و»الربيع العربي». كان ريدلي سكوت سيصور فيلما في ورزازات، لكنه أخبر المغاربة عندما جاء إلى مهرجان مراكشفي دورته الأخيرة، أنه لم يستطع المجيء بسبب رفض شركة تأمين أمريكية تؤمّن ممثلين كبار الموافقة على سفر الممثلين إلى المغرب، بسبب التطورات في المنطقة.. لقد أصبح الإنتاج كله يتوجه نحو أمريكا اللاتينية، بسبب ما يحدث في العالم العربي. ليس هناك عمل الآن سوى فيديو كليب سيصور خلال الأيام المقبلة»، كان هذا أول كلام أوجري.
استغرق «شيخ» الكومبارس» في ورزازات في «رواية» تراجُع السينما في ورزازات منذ البدء، منذ ثمانينيات القرن الماضي: «منذ هذه الفترة وحتى سنة 2006، كان العمل متوفرا في ورزازات، كان الإيطاليون يستثمرون في مجال السينما في المدينة. كانت تصور 3 إلى 4 أفلام في العام تقريبا، وأتحدث هنا عن أفلام كبيرة. صُوِّر هنا فيلم «غلادياتور»، الذي عمل فيه 3 آلاف كومبارس، كانوا ينقلونهم بواسطة 40 حافلة، ويعملون مقابل 200 درهم في اليوم»، يضيف أوجري. لم تكن لسكان المنطقة، الذين يعمل أغلبهم «كومبارس»، دراية بالسينما. هذا ما أوضحه أوجري، الذي بدأ في سرد قصص أول الأفلام التي صُوِّرت هنا بطريقة نوستالجية فيها كثير من حنين: «أتذكر أن شخصا كان يعمل في المركز السينمائي المغربي يطلب إلى السلطة المحلية عندما يأتي مخرج أجنبي إلى هنا لتصوير فيلم، أن تجمع الناس للعمل ككومبارس. كان «المقدم» و»الشيخ» يجمعان الناس للعمل في السينما، وبعد العمل، يسلم موظف المركز السينمائي «المقدم» مالا ليسلمه للكومبارس»، يقول أوجري، قبل أن يستطرد: «بعد ذلك، أصبحت شركات الإنتاج هي التي تتكلف بمهمة جمع الكومبارس. اختيار شركات الإنتاج فيه زبونية ومحسوبية، إذ يتم اختيار أشخاص مقربين من المشرفين على هذه الشركات. كان الكومبارس يتقاضون 200 درهم ويعملون من الخامسة صباحا حتى ال12 ليلا».
1500 كومبارس ينتظمون في جمعية الكومبارس في ورزازات. آخرون يعملون بشكل مستقل عن الجمعية. أعداد كبيرة من الناس يعيشون، إذن، من السينما. يطلقون لحى ويُرْخُون شعورهم على الدوام، حتى يجدوا أنفسهم مستعدين عندما يفد مخرج إلى المدينة طالبا ممثلين قانونيين: «هناك ممثلون كثر هنا وبمواصفات متنوعة، إذ يمكن أن تجد وجوها «أوربية» و»سحنات مشرقية» أو إفريقية.. لكن المشكل هو أن هؤلاء الممثلين، الذين راكموا تجارب لطول اشتغالهم في المجال، يتعرضون لاستغلال بشِع من شركات إنتاج، إما بتوظيف أقاربهم وتهميش الممثلين الحقيقيين، وحتى التقنيين الذين يفضل عليهم مسؤولو شركات إنتاج أصدقاءهم وأفراد عائلاتهم، وإما ببخس حقوقهم وعدم تعويضهم وفق المعايير القانونية»، يردف أوجري.
واستطرد محدثنا في تفسير طرُق ما اعتبره «تلاعبا» يكون ضحيتَه ممثلون ثانونيون، إذ أوضح قائلا: «التلاعب الذي يقع هو أن المخرج يختار ممثلا يؤدي دورا في فيلمه، ويلتزم بأن يؤدي 3 آلاف درهم مقابل عمله، وفق ما هو متعارف عليه دوليا، لكن موظفي شركات الإنتاج، والذين يتكلفون بسداد أجرة الكومبارس، يسلموننا فقط 200 درهم عن كل يوم عمل و»يوفرون» لهم المبالغ المتبقية». ما يعتبره الكومبارس، وهو الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج السينمائي في ورزازات، تلاعبا وهضما لحقوقهم، اضطرهم إلى رص صفوفهم والمطالبة، جهارا، بحقهم، خصوصا بعد انعكاس أزمة الإنتاج السينمائي على المدينة، علما أن العديد منهم ألِفوا الاسترزاق من التمثيل في أفلام تصور هنا: «عقدنا اجتماعات مع العامل والمسؤولين عن السينما في ورزازات وطلبنا منهم تصحيح وضعنا القانوني وضمان استفادتنا من التكوين»، يوضح أوجري.
أسفر «ضغط» كومبارس ورزازات وتقنيوها السينمائيون، الذين وجدوا أنفسهم عاطلين بعد «ربيع» خيّم طويلا على السينما في المدينة عن إحداث لجنة الفيلم، حسب أوجري، والتي بدأت تهتم بالكومبارس: «بدأت اللجنة في استدعاء الكومبارس من المغرب كله وتكوينهم، ولكنْ ما زالت الاستفادة تتم عبر الزبونية والمحسوبية. في بداية العام، كرّموني وأعطوني 3 آلاف درهم.. ولكن ماذا سأفعل ب3 آلاف درهم هاته؟.. نحن نطالب بالتغطية الصحية وبالضمان الاجتماعي.. في عمري 64 سنة وليس لي مدخول قار، فماذا عساي أفعل؟.. في الوقت الذي يعلم الجميع أن كل فيلم أجنبي يُصوَّر في المغرب يؤدي منتجوه الأجانب حقوق التغطية الصحية والضمان الاجتماعي وتعويضات التأمين للمركز السينمائي المغربي، فأين تذهب هذه التعويضات؟ ولماذا لا نستفيد منها؟!».. يتساءل ناصر أوجري.
«نشعر الآن بحدة ضعف الإنتاج السينمائي في المغرب بسبب الاضطرابات القائمة. لكن المركز السينمائي ولجنة الفيلم لم يعرفا كي يسوقان المغرب للمخرجين السينمائيين. ففي الوقت الذي يفترض إيفاد السينمائيين ومهنيي السينما إلى المهرجانات الدولية لاستقطاب المنتجين والمخرجين الأجانب، يتم إرسال إداريين. «ناس السلطة» هنا لا يعترفون بالسينما أو يعرفونها حتى. فحتى المنتخبون ليس لهم اهتمام بهذا المجال»، يقول أوجري، بحرقة، قبل أن يستطرد: «في الوقت الذي عملنا مع مخرجين عرب وسوريين، أمثال حاتم علي، واشتغلنا حتى في أفلام وفيديوكليبات فرنسية، لم نعمل بشكل كبير مع مخرجينا المغاربة، لأنهم لا يأتون إلى ورزازاتلتصوير أفلامهم ويفضلون الاستفادة من أموال الدعم للتصوير في أوربا أو حتى في مدن كالدار البيضاء والرباط لتقليص النفقات وتوفير هامش ربح أكبر»..
«ما الحل في نظرك؟».. سكت أوجري لحظات، قبل أن يجيب: «الحرفيون هم الذين بإمكانهم أن ينقذوا السينما. الأجانب يفضلون التعامل مع الحرفيين وليس مع الإداريين، لذلك يجب إيفاد المهنيين إلى الخارج وليس موظفي المركز السينمائي. يجب على المسؤولين، أيضا، ألا يبخسوا حقوق الممثلين، الذين يعيشون على السينما في ورزازات، وأقدّم لك مثالا هنا وقع قبل سنوات عندما جاء مخرج أجنبي لتصوير فيلم هنا في قصبة تاوريرت. وبعد الانتهاء من التصوير، تبيّنَ أنه وفّر فائضا بقيمة 15 مليون سنتيم سلمها للسلطات من أجل توزعيها على الناس، لكنْ لم يحدث ذلك. هذا المخرج، وهو أمريكي الجنسية، رفض أن يعود إلى المغرب، بعدما تناهى إلى علمه ما وقع»... يعمل أوجري الآن دليلا سياحيا. يستعين في ذلك، حسب قوله، بحفظه كلمات بلغات متفرقة. قادنا إلى قصبة تاوريرت، الأكثر فقرا فيالمدينة، والتي يعمل غالبية أهلها ككومبارس. ترَكَنا أوجري مع «بن لادن»، أشهر كومبارس في المدينة، وانصرف يحضّر لكاستينغ ستقوم به لجنة الفيلم في صباح اليوم الموالي داخل معهد السينما، لإعداد دليل حول الكومابرس في المدينة» النهاية


السينما «تنعش» سوق الدعارة في ورزازات
لا يكاد فيلم سينمائي يخلو من مشهد «جنسي ساخن» لغاية سينمائية. ينطبق الأمر ذاته على بعض الأفلام الأجنبية والوطنية التي تُصوَّر في ورزازات، والتي تتطلب تصوير مَشاهد فيها لحظات حميمية أو نقل وقائع ليالٍ حمراء.
يكون «الكومبارس» الذين يتم استقدامهم لتصوير هذه المَشاهد الجريئة، في الغالب، من عاملات الجنس اللواتي يعشن في ورزازات، وتحديدا في قصبة تاوريرت، أفقر أحياء المدينة.
وبرر مهنيو سينما في ورزازات، التقتهم «المساء»، اعتماد منتجين أجانب ومغاربة على عاهرات لتصوير مَشاهدَ تتطلب جرأة بكون تكلفة ذلك تكون أقل: «في المعايير المتعارَف عليها، فإن أي ممثلة، سواء كان دورها رئيسيا أو ثانويا، يعرض عليها مخرج دورا يتطلب منها تمثيل مشاهد «ساخنة» تطلب مبلغا أكبر. حتى النساء -«الكومبارس» اللواتي يشاركن في تمثيل مَشاهد ذات مضامين جنسية يتقاضين تعويضات أكبر من «الكومابرس» الآخرين. هنا في ورزازات يستعان بفتيات، غالبيتهن عاملات جنس، لتصوير مَشاهد مثيرة مقابل 200 درهم لليوم»، يبرز أحد المهنيين.
200 درهم، إذن، هو المقابل الذي تحصل عليه فتاة مقابل يوم تصوير، حتى لو منها تطلّبَ الأمر المشاركة في مَشاهد ساخنة أو الرقص بملابس مثيرة.. «يصير استغلال عاهرات يقمن في قصبة تاوريرت لتصوير مشاهد من هذا النوع «أبشع»، إذ نعلم أن الكومبارس لا يمكنه أن يمثل، خلال يوم واحد، بأكثر من لباس، إلا أن ممثلات ثانويات يُجبَرن على ارتداء ثلاثة أزياء في اليوم وعلى تمثيل أدوار مختلفة بنفس الأجر الزهيد. لا يوقع معهن مدراء الكاستينغ، الذين يختارون الممثلات الثانويات، عقودا ولا يحترمون حقوق العمل، وتجد هؤلاء أنفسهن «مضطرات»، بسبب قلة فرص العمل، بعد تراجع الإنتاج السينمائي»، يضيف المهني نفسه.
وقد اعترف بواقع استغلال نساء ورزازات لتصوير مَشاهدَ جريئة مقابل تعويض هزيل ناصر أوجري، رئيس جمعية الكومبارس في المدينة، مضيفا أن نسوة يُستغلَلن لتصوير مَشاهد راقصة في فيديوكليبات عربية وأجنبية تُصوَّر في المدينة، «في مقابل تراجع تصوير الأفلام الطويلة في المدينة، يصور ممثلون عرب وأجانب فيديوكليبات. وتتطلب بعض هذه الفيديوكليبات توفير ممثلات ثانويات يقمن بالرقص أو بتصوير مشاهد جريئة. تُختار لهذا الغرض فتيات جميلات مقابل تعويضات ضعيفة»، يوضح أوجري.
ويضحي الاستغلال الجنسي لعاملات في مجال السينما في ورزازات واقعا «مجردا» في أماكن التصوير، حسب ما أفاد به مهنيون، إذ أكد هؤلاء أن منتجين ومخرجين مغاربة وأجانب يقومون باستغلال عاملات تقنيات أو طالبات متدربات مقابل توظيفهن في عمليات إنتاج أفلام: «لا يكون اختيار تقنيات أو متدربات للعمل في مواقع التصوير أحيانا وفق معايير مهنية، إذ يعمد منتجون إلى توظيف فتيات قصد استغلالهن جنسيا.. وهذا الأمر يعرفه الجميع هنا، خاصة طلبة كلية ومعهد السينما. قبل أيام، أخبر منتج مغربي فتاة، خريجة لكلية السينما، أنها ستعمل معه في فيلم ينتجه، وبعدها اتصل بها هاتفيا طالبا منها المبيت معه»!.. يقول أحد طلبة الكلية متعددة التخصصات في ورزازات.
لقد تحولت ورزازات، المدينة الهادئة، بسبب فورة النشاط السينمائي فيها خلال الثمانينيات والتسعينيات. وجعلتها هذه الفورة مركزَ جذب سياح مغاربة وأجانب، بينهم سياح جنسيون. هذا ما يكشف عنه تقرير أمني خاص تتوفر عليه «المساء» يُبيّن أن ورزازات أضحت سادس مدينة في المغرب جذبا للسياح الجنسيين، بنسبة 5 في المائة. ويكون بين هؤلاء السياح عاملون في مجال السينما. وساهم انتشار السياح الجنسيين في ورزازات، الذي يعد أثرا جانبيا للنشاط السينمائي الذي تشهدهالمدينة، في رفع معدلات الإصابة بالسيدا في المدينة وفي جهة سوس ماسة درعة، التي تنتمي إليها، علما أن هذه الجهة هي الأكثر تسجيلا لحالات الإصابة بالسيدا على الصعيد الوطني، وفق آخر إحصاء أعدّته الجمعية المغربية لمحاربة السيدا في سنة 2011.

ورزازات تُرافع من أجل أحقيتها في احتضان مركز جهة درعة تافيلالت

تم إحداث جهة جديدة بالجنوب الشرقي ضمن التقسيم الجهوي الذي أصدرته وزارة الداخلية بناء على توصيات اللجنة الاستشارية للجهوية. و يتعلق الأمر بجهة درعة تافيلالت التي تضم أقاليم ورزازات و زاكورة و تنغير و الراشيدية. مما خلق ارتياحا كبيرا لدى ساكنة و لدى مختلف الفعاليات في هذه المنطقة. لكن مقترح نفس الوزارة الذي يقضي باحتضان مدينة الراشيدية لمركز هذه الجهة أثار استياءا كبيرا في أوساط الشارع الورزازي و نخبه السياسية و الحقوقية و جمعيات المجتمع المدني. و تمخض عن هذا الحراك خلق " تنسيقية الإنصاف من أجل جهوية ديمقراطية " و التي تتبنى برنامجا ترافعيا تسعى من خلاله إلى الدفاع عن إقرار ورزازات مركزا لجهة درعة تافيلالت. لتوضيح سياق إنشاء هذه التنسيقية و مطالبها وكذا موقفها من مقترح وزارة الداخلية حول مركز جهة درعة تافيلالت، أجرت مجلة الموجة حوارا مع السيد سعيد أفروخ، عضو مؤسس في "تنسيقية الإنصاف من أجل جهوية ديمقراطية".

الموجة: هل بإمكانكم التذكير بسياق تشكيل "تنسيقية الإنصاف من أجل جهوية ديمقراطية" و التي تدافع عن إقرار ورزازات كمقر لجهة درعة تافيلالت؟

سعيد أفروخ: بداية أتقدم بالشكر لمجلة الموجة التي تواكب قضايا الشأن المحلي و الجهوي بمنطقة درعة تافيلالت. علاقة بسؤالكم، منذ صدور مقترح وزارة الداخلية حول التقسيم الجهوي و الذي اقترح مدينة الراشيدية كمركز لجهة درعة تافيلالت، عبرت مختلف الفعاليات المحلية جمعيات و نخب سياسية عن استيائها و رفضها لهذا المقترح لعدة اعتبارات. في هذا السياق بادر النسيج الجمعوي بورزازات إلى دعوة العديد من الفعاليات التي تدارست الموضوع بعمق وسجلت رفضها لمقترح الوزارة الوصية. في هذا الإطار، نُظم لقاء بمقر بلدية ورزازات و الذي حضرته تنسيقيات تمثل أقاليم ورزازات و تنغير و زاكورة و تظم رؤساء مجالس جماعية و إقليمية و برلمانيين و جمعيات و هيئات نقابية و حقوقية و إعلامية. كل هذه القوى الحية تُجمع عن استغرابها من إقصاء ورزازات. تمخضت عن هذه التنسيقيات الثلاث "تنسيقية الإنصاف من أجل جهوية ديموقراطية". الهدف هو إقرار ورزازات مركزا للجهة المرتقبة أي درعة تافيلالت. و قد وضعت هذه التسيقية برنامجا ترافعيا حيث أننا ماضون في تفعيله مادام مقترح الجهوية الداعي إلى الراشيدية مركزا لجهة درعة تافيلالت قيد الدراسة. للإشارة قطعنا أشواطا مهمة في هذا البرنامج.

Said Afroukh à Ouarzazateالموجة: ماهي الإعتبارات أو المؤهلات التي ترونها موضوعية و مقنعة و التي ترجح كفة ورزازات لتحظى باحتضان مركز جهة درعة تافيلالت مقارنة مع الراشيدية؟

سعيد أفروخ: بداية دفاعنا عن ورزازات كمركز لجهة درعة تافيلالت ليس بدافع انتمائنا لهذه المدينة أو لدواعي عاطفية. لكن هناك إرث تاريخي و مؤهلات اقتصادية و بنية تحتية تتميز بها منطقة درعة عموما أي ورزازات و زاكورة و تنغير. كما أننا جد فخورين بكون ورزازت تحتضن مشروعا رائدا على الصعيد العالمي في مجال الطاقات المتجددة و تحديدا مركب الطاقة الشمسية "نور". من جهة أخرى تنفرد ورزازات ببنية فندقية مهمة من حيث جودة الخدمات و من حيث الطاقة الإيوائية. إضافة إلى المطار الدولي للمدينة الذي يعتبر قيمة مضافة في مجال النقل الجوي باعتباره يربط منطقة درعة بباقي الجهات الوطنية و الدولية. ناهيك عن بنيات تحتية و مؤسساتية أخرى تشمل مجال التظاهرات و الثقافة كقصر المؤتمرات. و كذا الإدارات الجهوية المتمركزة في المدينة التي تهم قطاع الأمن و القضاء و الفلاحة...كل هذه المؤهلات تعطي لورزازات الأولوية كقاطرة و كمركز لقيادة التنمية بجهة درعة تافيلالت.

الموجة: في نظركم، ماهي إذن المعايير التي تم اعتمادها من لدن المسؤولين المركزيين لاقتراح مدينة الراشيدية كمركز لجهة درعة تافيلالت؟

سعيد أفروخ: نفس التساؤل طرحناه داخل "تنسيقية الانصاف من أجل جهوية ديمقراطية". لقد طالبنا بتوضيح المعايير و الاعتبارات التي اعتمدتها وزارة الداخلية في اقتراح الراشيدية كمركز لجهة درعة تافيلالت. الجميع يعلم أن اللجنة الاستشارية للجهوية تتوفر على جميع المعطيات حول كل إقليم على حدى. إذن يجب ان تكون المعايير شفافة و موضوعية و يتم الإفصاح عنها للرأي العام الوطني و الجهوي. لكن أحقية ورزازات للريادة على مستوى جهة درعة تافيلالت استحقاق تزكيه منطقة درعة بأكملها. وقد أبرزنا هذه النقطة بوضوح في المذكرة الترافعية التي قدمناها للجهات المعنية بملف الجهوية أثناء تواجدنا بالرباط.

الموجة: علاقة بالبرنامج الترافعي ل " تنسيقية الانصاف من أجل جهوية ديمقراطية"، ما هي نتائج التقاءكم بالمسؤولين بالرباط و أصداء الندوة الصحفية التي عقدتموها بالعاصمة؟

سعيد أفروخ: قبل مرحلة الرباط، قمنا بتوجيه العديد من المراسلات للمسؤولين المعنيين. هدفنا هو التجاوب مع ملفنا من طرف الجهات المعنية. الوفد الذي حل بالرباط يمثل "تنسيقية الانصاف من أجل جهوية ديمقراطية". وفي هذا الإطار سلمنا المذكرة الترافعية لرئاسة الحكومة و وزارة الداخلية و جميع الفرق الممثلة في البرلمان و الأحزاب السياسية و المجلس الوطني لحقوق الإنسان و المجلس البيئي و الاجتماعي و الاقتصادي...و قد أوضحنا تشبتنا بدرعة تافيلالت كجهة قائمة بحد ذاتها. و هو ما دافعت عنه الأنسجة الجمعوية لأقاليم ورزازات و زاكورة و تنغير و الراشيدية في إطار مشاركتها المتميزة في اللقاءات التشاورية التي أشرفت عليها اللجنة الاستشارية للجهوية.
لكننا نطالب بتصحيح الخلل و إحقاق الحق بإقرار ورزازات مركزا لجهة درعة تافيلالت. كما عقدنا ندوة صحفية بالرباط حظيت بتغطية قوية جدا من طرف منابر إعلامية وطنية مرئية و مسموعة و مكتوبة باعتبار أن مطلبنا يجسد نبض ساكنة منطقة درعة بمختلف مكوناتها. إذن أمامنا برنامج ترافعي مكثف و نحن عازمون على المضي في تفعيله مقتنعين بمشروعية الهدف الذي نناضل من أجله.
للإشارة الكل على المستوى المركزي يقر بدور منطقة درعة تافيلالت و بأحقية ورزازات لتحظى بمركز هذه الجهة.

الموجة: في نظركم، هل يتحمل الفاعلون المحليون السياسيون على وجه الخصوص جزءا من المسؤولية في عدم اقتراح ورزازات مركزا لجهة درعة تافيلالت إن على مستوى الترافع عن المدينة أثناء مرحلة اشتغال اللجنة الاستشارية للجهوية أو عموما في تسويق مؤهلات المدينة بل و تنميتها في مختلف المجالات؟

سعيد أفروخ: ربّ ضارة نافعة. فمن إيجابيات ملف الجهوية هذا هو خلق إجماع و لأول مرة حول أحقية ورزازات لاحتضان مركز جهة درعة تافيلالت. الكل التأم حول هذا المطلب المشروع من نخب سياسية و أحزاب و مجتمع مدني و ساكنة... أكيد أنه تم تسجيل مؤاخذات و انتقادات عديدة. لكننا اليوم مطالبون بخلق إجماع حول الملفات المطلبية المتعلقة بتنمية منطقتنا التي تعاني من الإقصاء في المجال الصحي و التعليمي و البنيات التحتية... علينا إذن أن نضع الحسابات السياسوية الضيقة جانبا و ننكبّ على دراسة السبل الكفيلة للنهوض بمنطقتنا. فأقاليم ورزازات و زاكورة و تنغير و الراشيدية كلها تعاني من التهميش.

الموجة: ألا ترون أن هذا التجاذب بين ورزازات و الراشيدية حول المدينة التي لها أحقية الظفر بمركز جهة درعة تافيلات سيؤدي إلى النفق المسدود؟ أليست هناك حلول بديلة لهذه المواجهة بين المدينتين؟

سعيد أفروخ: أولا لا بد أن أشير إلى أنه ليست هناك مواجهة أو صراع بين ورزازات و الراشيدية. فعلاقتنا بإخواننا في الراشيدية طيبة جدا. وقد سبق أن اشتغلنا جميعا في إطار دينامية المجتمع المدني حول ملف الجهوية. نحن نطالب فقط بضرورة أن تكون المعايير موضوعية ومُنصفة في مسألة تحديد المدينة الأولى بمركز جهة درعة تافيلالت. و نعلم أن الجميع يقر بالأشواط التي قطعتها ورزازات والتي تبوؤها مكانة جد متقدمة على المستوى الجهوي.
كما أود أن أصحح موقف من يدّعي أن الراشيدية لها لوبي قوي حسم لفائدتها في مسألة اقتراحها مركزا لجهة درعة تافيلالت. لو كان ذلك صحيحا، لسهر هذا اللوبي على تحقيق تنمية شاملة و مستدامة لمنطقة الراشيدية و ليس أن يكون ضاغطا في قرارات ظرفية. إذن هذا الطرح مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة.
من جهة أخرى، كل طرف ينظر إلى ملف التنمية بالمنطقة من منظوره الخاص. و الآراء كلها تُحترم. القرار النهائي بين أيدي وزارة الداخلية و النخب السياسية. مادام الملف هو بمثابة مقترح فقط، نتمنى أن تكون لدى وزارة الداخلية الجرأة لمراجعة هذا المشروع و منح ورزازات فرصة لعب دور ريادي في تحقيق تنمية جهة درعة تافيلالت.
يجب أن لا ننسى أن المحك الحقيقي هو مابعد تنزيل الجهوية. أمامنا مشوار صعب جدا لتعويض عقود من الخصاص في مجال التنمية و رفع التحديات الراهنة نظرا للتهميش و الإقصاء الذي لحق منطقة درعة تافيلالت عموما. فجهتنا تحتاج لجبر الضرر الجماعي و تمييز إيجابي يمكنها من اللحاق بباقي جهات المملكة في مجال البنيات التحتية و التنمية المجالية.